-
كيف انتفضت "شيخ الحديد" على أبو عمشة وأحرجت لجنة ردّ المظالم؟
بعد الانتهاء من موسم الزيتون في منطقة عفرين ذات الخصوصية الكردية شمال غرب سوريا، والتي تحتلها أنقرة وميلشياتها المسماة بـ"الجيش الوطني السوري"، تداولت الانتهاكات والسرقات والضرائب التي تم فرضها على سكان ناحية شيخ الحديد الواقعة تحت سيطرة ميليشيا "لواء السلطان سليمان شاه \ العمشات" حيث تم توكيل لجنة رد الحقوق والمظالم لزيارة الناحية والاطلاع على أوضاع المدنيين.
وقبيل وصول اللجنة للناحية، قام المدعو أبو عمشة بإخبار مخاتير قرى الناحية بتهديد السكان بعدم البوح بممارسات عناصر العمشات بحقهم والسرقات التي نفذوها في موسم الزيتون، والادعاء أن القائد أبو عمشة لم يفرض عليهم أي ضرائب تذكر، وتهديد كل من يتفوه بكلمة واحدة بالمحاسبة والاعتقال.
اقرأ أيضاُ: عفرين 2021.. عشرات التفجيرات والاقتتالات بالتوازي مع التغيير الديمغرافي
بهذا الصدد، تحدث أحد سكان الناحية لـ ليفانت نيوز، مفضلاً عدم الكشف عن هويته خوفاً من ملاحقته، موضحا: "منذ سيطرة ميليشيا العمشات على ناحيتنا شيه (شيخ الحديد) وقراها، باتوا يعبثون فساداً فيها، حيث أصبحت جميع أملاكنا وممتلكاتنا عرضة للسرقة والسلب بالقوة وتحت تهديد السلاح دون أن نتمكن من الدفاع عنها، فكل من يعارضهم يكون مصيره إما الخطف والابتزاز أو طرده من كل أملاكه، مع تلقيه تهديدات مستمرة في حال حاول استرجاع ما تم سلبه منه".
مضيفاً: "قائد الفصيل المدعو أبو عمشة حول ناحية شيه إلى ولاية خاصة به، يبني ويعمر ويستولي على كل ما يحلو له، وكل ذلك لصالحه، حيث قام ببناء مول يحمل اسم عائلته، وذلك بعد استيلاءه على سبع محال تجارية وسط الناحية، تعود ملكيتها لسكان شيه، بعضهم لا يزال متواجد في الناحية، حيث قام بفتح المحلات السبعة على بعضها لإنشاء موله /مجمع تجاري/ الخاص به، وأيضا قام بمشاريع استثمارية أخرى، كبناء حديقة ومشفى ومدرسة في الناحية، جميعها تعمل تحت إمرته ولصالحه".
وكشف "أن ميليشيا العمشات وبأمر مباشر من قائدهم أبو عمشة، فرضوا ضريبة ربع المحصول لهذا العام، على موسم الزيتون إضافة لضريبة سنوية قدرها ثماني دولارات عن كل شجرة مثمرة، وضرائب أخرى لا تعد ولا تحصى، حيث باتوا يقاسموننا كل ما نملك وأيضاً قاموا بطرد المسنين وأرسلوهم للعيش مع أقرباءهم ممن يقطنون بمفردهم واستولوا على منازلهم".
وبيّن في متابعة لموضوع زيارة لجنة رد المظالم للناحية، أن "الأهالي لم يخضعوا لتهديدات أبو عمشة وعناصرهم، وقاموا بفضح كل ممارساتهم وانتهاكاتهم، خاصة قياديي الفصيل والذين هم أشقاء محمد الجاسم أبو عمشة، حيث قاموا باستغلال مناصبهم وارتكبوا جرائم فظيعة من خطف وقتل وتعذيب وسرقات".
ونوّه إن "اللجنة لم تتمكن هذه المرة من غض النظر عن جرائم ميليشيا العمشات، وقامت بفضح ممارساته وطالبت أبو عمشة بتسليم عدد من القياديين للجنة لإخضاعهم للمحاكمة بما فيهم محمد الجاسم، وعلى إثر ذلك تم عقد اجتماع بين ما يسمى بمفتي حكومة الائتلاف السوري المعارض اسامة الرفاعي في مدينة اعزاز، وعناصر من غرفة عمليات القيادة الموحدة عزم، وأعضاء من لجنة رد الحقوق والمظالم لبحث ملف فصيل العمشات في مدينة عفرين".
وعقب الاجتماع قام المدعو محمد الجاسم بإقالة شقيقه أبو سراج قائد المكتب العسكري وسيف الجاسم قائد المكتب الأمني وتسليمهما للجنة رد المظالم مع المطالبة بتسليم شقيقه الثالث باسل الجاسم الملقب بعلمدار، فيما يشكك ناشطو عفرين من أن العملية لن تكون إلا مجرد محاولة لتلميع صورة المليشيات التابعة لأنقرة، من خلال ادعاء محاسبة بعض متزعمي المليشيا، فيما لا تنحصر الانتهاكات على أبو عمشة، وإن كان قد ذاع صيته أكثر من غيره، فإن الآخرين ليسوا بأقل سوء منه.
ليفانت-خاص
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!